الصورة ثلاثية الابعاد للمسبار الإماراتي لمعالم المريخ الجيولوجية تجذب الأنظار
تصدرت صورة ثلاثية الأبعاد للمريخ المستلمة من مسبار الأمل الإماراتي الذي يدور حول الكوكب الأحمر عناوين الأخبار حول العالم. وتظهر الخريطة، التي أعدها فريق من العلماء والمهندسين الإماراتيين، معالم جيولوجية مذهلة على سطح المريخ، ويعتبر هذا الإنجاز العلمي إضافة هامة لمساهمة الإمارات في البحث الفلكي الفضائي، حيث يتميز المسبار الإماراتي بتقنيات متقدمة تسمح برصد الكوكب الأحمر.
تظهر الخريطة الجديدة للمريخ الكوكب الأحمر بتفاصيل رائعة، وتكشف عن العديد من المعالم الجيولوجية الشيقة كما تظهر من المدار. يمكن أن تساعد الخريطة علماء الفلك على الإجابة على العديد من الأسئلة الملحة حول المريخ، بما في ذلك كيف أصبح كوكبًا جافًا وقاحلًا على الرغم من وجود المياه السائلة عليه.
تم إنشاء الخريطة المريخيّة من قبل فريق من العلماء بقيادة جامعة نيويورك أبوظبي (NYUAD) ومركز علوم الفضاء في الإمارات (UAE)، وقد استخدم الباحثون البيانات التي تم جمعها من المدار حول المريخ من قبل مهمة الإمارات إلى المريخ (EMM)، المعروفة أيضًا باسم الأمل.
الصورة الجديدة لمهمة الأمل للمريخ تختلف عن أي خريطة سابقة للكوكب، حيث توفر أول صورة عالمية كاملة للسطح المريخي مما يتيح للباحثين دراسة الطقس والمناخ الكوكبي بتفصيلات لمعرفة المزيد عن المناخ القديم للكوكب الذي قاده لهذا المناخ الحالي والتوقعات المستقبلية للكوكب. بالإضافة إلى ذلك، يسمح المدار الاستراتيجي لمهمة الأمل بملاحظة الكوكب من منظور فريد، مما يساعد الباحثين على إنشاء صورة أكثر دقة وشمولية للمريخ ككل من أي وقت مضى.
تظهر الخريطة الكوكب الأحمر من خلال نظام الصور الجوي المتطور الذي يحمله مسبار الأمل، المعروف باسم الكاميرا الاستكشافية الإماراتية (EXI)، وتشكل دليلًا على النفوذ المتزايد للإمارات في مجال العلوم. وفي بيان لجامعة نيويورك أبوظبي (NYUAD)، قالت: "إن نجاح مهمة الأمل وإنشاء هذه الخريطة الجديدة يمثل إنجازًا مهمًا للإمارات، التي تواصل المضي قدمًا في مجال استكشاف الفضاء وتحفيز الأجيال القادمة من العلماء والباحثين. ويأمل فريق العلماء والمهندسين الإماراتيين أن تحفز الخريطة الجديدة للمريخ الشباب في الإمارات على الاهتمام بالمجالات العلمية والتكنولوجية والهندسية وتحفيزهم لمتابعة حياتهم المهنية في هذه الاختصاصات."
في بيان لجامعة نيويورك أبوظبي (NYUAD)، قالت:
"نخطط لجعل خريطتنا متاحة للعالم بأسره، كجزء من أطلس المريخ الجديد والأكثر تطورًا الذي كنا نعمل عليه والذي سيتوافر باللغتين الإنجليزية والعربية عند النشر"، وفقًا لما قاله قائد المجموعة والعالم الباحث ديميترا أتري من جامعة نيويورك أبوظبي (NYUAD) في البيان. وأضاف قائلاً: "الأمل هو أن نجعل إمكانية الوصول لخريطتنا فهي أداة رائعة للباحثين والطلاب لتعلّم المزيد عن المريخ وعرض إمكانيات القطاع الفضائي في الإمارات."
لإنشاء هذه الخريطة، استخدم أتري وفريقه أكثر من 3000 صورة مرصودة من EXI التي تم جمعها على مدار سنة مريخية، وهو ما يعادل فترة سنتين هنا على الأرض، ودمجوها معًا لبناء صورة مركّبة ملونة، وتظهر الخريطة العديد من المعالم الجيولوجية الرئيسية في الكوكب الأحمر بدقة عالية.
الخريطة تكشف عن قبعات جليدية قطبية وجبال وبراكين غير نشطة منذ فترة طويلة، بالإضافة إلى بقايا أنهار وبحيرات ووديان قديمة تفيض بالمياه السائلة قبل حوالي 3.5 مليار سنة.
وعلى هذا الأساس، يمكن أن تساعد الخريطة علماء الكواكب في فهم أفضل لكيفية تغيّر مناخ المريخ على مدى مليارات السنين، مما أدى إلى العالم الجاف والقاحل الذي نراه اليوم على سطح الكوكب.
من خلال السماح للعلماء بدراسة توزيع حفر الاصطدام عبر سطح الكوكب الجاف، تكشف الخريطة أيضًا عن تاريخ القصف النيزكي المبكر للمريخ. وعلى هذا الأساس، يمكن أن يساعد تجميع صور EXI الباحثين أيضًا على فهم أفضل للظروف في النظام الشمسي المضطرب في وقت مبكر، حيث كانت اصطدامات الصخور الفضائية أكثر شيوعًا بكثير مما هي عليه اليوم.
ويقول آتري: "إن مسبار الأمل يساعد الباحثين على إنشاء هذه الصورة العالمية للكوكب بسبب موقعه الاستراتيجي. فالأمل يدور حول المريخ في مدار بيضاوي يسمح له بالمراقبة من مسافة أبعد بكثير من أي مركبة فضائية أخرى، وهذا الموقع الاستراتيجي يساعد الباحثين على إنشاء صورة عالمية للكوكب".
تعد مهمة "الأمل" أول مهمة بين الكواكب من الإمارات ومن العالم العربي بأكمله. وقد تم تكليف قادة الإمارات بها عام 2014، وتم إطلاق المركبة الفضائية من اليابان في 20 يوليو 2020. وبعد رحلة استغرقت حوالي سبعة أشهر، وصل "الأمل" إلى مدار حول المريخ في 9 فبراير 2021.
Comments