عدسة الجاذبية هي ظاهرة تحدث عندما يمر الضوء الخارج من جسم بعيد، مثل مجرة أو كوازار، بحقل جذبيّ لجسم ذو كتلة ضخمة جدًا، مثل مجرة أو عنقود مجري فيصبح هذا الجسم ذو الكتلة الضخمة عدسة، فيجعل الضوء المار من خلاله "صوبنا" منحنيًا ومُكبّرًا.
لفهم كيف يحدث هذا، تخيّل أنك تقف على أطراف مدينة عمان ليلًا، ستأسرك أضواء المدينة القادمة من البيوت، لكن حتما ستنتبه لأبراج المدينة الكبيرة. تخيل الآن أن هنالك جبل عظيم يقف بينك وبين المدينة،الآن لست قادرًا على رؤية المدينة وأبراجها، لكن الضوء القادم من هذه الأبراج سيتشوّه بفعل الكتلة الضخمة للجبل، وسترى الضوء البعيد القادم من المدينة على أطراف الجبل يمينًا أو يسارًا او على كلاهما، هنا شُبّهت أضواء مدينة عمّان بجسم فلكي بعيد كمجرة أو كوازار، وشُبّه الجبل بجسم ذو كتلة ضخمة يعمل عمل العدسة.
الجسم الضخم الذي يجعل الضوء منحنيًا يمكن أن يكون كوازاً أو ثقبًا أسودًا واحدًا أو مجرةً أو حتى تجمعًا كاملًا من المجرات حيث تعتمد كمية الانحناء على كتلة وتوزيع الجسم الذي بواسطته ينحني الضوء، بالإضافة إلى المسافة بين الجسم والمراقب (نحن).
عندما ينحني الضوء بواسطة جسم ضخم، يمكن أن يخلق تأثيرات مختلفة، اعتمادًا على الترتيب الهندسي للأجسام؛ فالأكثر شيوعًا من هذه التأثيرات هو "تأثير عدسة الجاذبية القوي": والذي يحدث عندما يكون جسم العدسة مباشرةً أمام الجسم البعيد ويمكن أن يُنشئ هذا تعدد الصور للجسم البعيد، والتي غالبًا ما تكون مرتبة في حلقة أو قوس حول جسم العدسة.
تأثير آخر هو "تأثير عدسة الجاذبية الضعيف": والذي يحدث عندما لا يكون جسم العدسة مباشرةً أمام الجسم البعيد؛ فيخلق هذا تشوهًا خفيفًا في الصورة، والذي يمكن استخدامه لرسم توزيع المادة في جسم العدسة.
عدسة الجاذبية تعتبر ظاهرةً مركزيةً ومُفيدةً لدراسة الكون؛ إذ تسمح لعلماء الفلك بدراسة الأجسام التي يكون من الصعب ملاحظتها بشكل آخر، وذلك من خلال تحليل التشوّهات التي تسببها العدسة، حيث يمكن لعلماء الفلك التعرف على الكتلة والتوزيع لجسم العدسة، وكذلك خصائص الجسم البعيد المعدل عند رصدها بشكل عام، تعد عدسة الجاذبية ظاهرة مثيرة ومهمة تساعدنا على فهم هيكل وتطور الكون القديم.
コメント