تلسكوب هابل يرصد المستعر الأعظم نفسه على فترات زمنية مختلفة

استطاع تلسكوب هابل أن يرصد مستعر اعظم على فترات زمنية مختلفة وذلك بفضل عدسة الجاذبية:

عدسة الجاذبية Gravitational lensing وهي ظاهرة تحدث نتيجة مرور الضوء بمجال جذبي قويّ فيحدث للضوء انحناء وتكبير، هذه الظاهرة تمكننا من رصد الاجسام البعيدة والسحيقة الموجودة في الكون العميق والواقعة خلف التجمعات (العناقيد) النجمية.

بين عامي ٢٠١١ و٢٠١٦ استطاع تلسكوب هابل رصد مستعر أعظم يبعد عنا ١١ مليار سنة ضوئية ثلاث مرات على فترات زمنية مختلفة.

المستعر الأعظم هو الحدث الذي يموت فيه نجم ذو كتلة كبيرة جداً فيخلّف وراءه الكثير من العناصر الكيميائية التي تُثري الفضاء لولادة جيل جديد من النجوم والكواكب.

تحدث هذه الانفجارات بسرعة كبيرة لدرجة أن اكتشاف البداية المبكرة أمر مفاجئ بشكل لا يصدق؛ لأن البداية تمتد من ساعات إلى بضعة أيام. ساعدت عدسة الجاذبية علماء الفلك على إخراج النجم البعيد بفضل الجاذبية الهائلة لعنقود المجرة Abell 370 والتي تقع على بعد حوالي 5 مليارات سنة ضوئية.

مجال الجاذبية المشترك لمئات المجرات، بالإضافة إلى المادة المظلمة المرتبطة (ولكن غير المرئية) جعلت الضوء القادم من الأجسام التي خلفها ينحني ويُكبّر وذلك يتضمّن المستعر الأعظم الذي ظهر في مجرة تقع خلف التجمع.

أنتج التشوه الذي صنعته عدسة الجاذبية Abell 370 صورا متعددة للانفجار على مدى فترات زمنية مختلفة، كان ذلك ممكنًا فقط لأن الصور المكبرة أخذت طرقًا مختلفة عبر المجموعة٬ بسبب الاختلافات في طول المسارات التي اتبعها ضوء المستعر الأعظم؛ والنتيجة هي الحصول على ثلاث بطاقات بريدية للانفجار، حيث تظهر كل بطاقة بريدية جزءًا مختلفًا من الحدث وتُظهر أيضًا كيف تغيّر لون المستعر الأعظم بمرور الوقت حيث الألوان الزرقاء تمثّل المستعر الأعظم خلال مرحلة حارة جدًا، عندما بردت، تحولت إلى اللون الأحمر.

تظهر الصورة أقصى اليسار العنقود النجمي Abell 370: الصورة A: صورة مدمجة لنفس المجرة التي حدث فيها المستعر الاعظم مع ثلاث لحظات مختلفة لنفس المستعر الأعظم.

الصورة C: تم فيها ازالة المجرة.

الصورة D: الطاقة في ثلاث أوقات مختلفة حيث يمثل الأزرق حرارة أعلى وطاقة أعلى والأحمر حرارة أقل وطاقة أقل.